تطلقت ..

 

درست بالخارج ,, جميلة بل آية بالجمال.
من تقدموا لها طالبين الزواج منها هم كثر, ولكن انشغالها بالدراسة احيان وعدم تكافؤ من طرقوا بابها من وجهة نظرها  من جهة ومن وجهة نظر اولياء امورها بجهة اخرى ادت الى تأخرها بالزواج.

احست بتقدم العمر, احست بان القطار فاتها ومابقى هو آخر عربات قطار الزواج. وافقت حيث لم يوافق اهلها, اخوتها وابيها. وافقت لاحساسها باحتياجها لشعور الامومة التي طغى على اي مشاعر اخرى.

تزوجته , تزوجته وهو يصغرها ببضع سنين, تزوجته رغم عدم مباركة اخوانها لعدم تكافؤ النسب ولعدم مقدرته على ان يجعلها تعيش الحياة التي تعودت ان تعيشها بينهم.

كونت منه انسانا – وليس رجلا – بعد ان كان نكرة, نعم كان نكرة, قروي ذات بيئة متواضعة, مازال ذو عقلية طفولية بسبب تسلط امه وخوف ابيه, ضحت بالكثير والكثير لمساعدته والرقي به لمستوى يصل لمستواها المعيشي ومكانتهم الاجتماعية. اصبحت مثالا يقتدى به في الصبر ومثالا حيا للمقولة وراء كل رجل عظيم امرأة.
تخلت عن مبادئها, لم تشتك يوما من معاملة والدته لها بل كانت تفضل الهدوء على الانكسار.
وضعت الديون وكثر عليها الالتزامات فقط ليكمل تعليمه الجامعي ويرقى في سلمه الوظيفي الى ان اصبح شخصية اجتماعية معروفة, شخصية اعلامية يتكلم بالمبادئ والقيم وهو اكثر الناس فقدانا لها.
اثمر زواجها عن ابنة جميلة بعد ثلاث سنوات من الزواج والمحاولات الطبية للحمل. ادمن فيها الخمر والسكر بعد دخوله مجال الشهرة الخيالية واحساسه بانه اصبح شيئا بعد ان كان .. ولا شئ.

تطلقت ..
اصبحت مطلقة بدون سبب يذكر حتى انها الى الان لا تعلم ماهو سبب طلاقها المفاجئ, تنكر لكل ماقدمته له من تضحيات.
رجعت مكسورة لبيت اهلها حاملة معها ابنتها التي ترى بها كل مابهذه الدنيا من ملذات ومغريات.

تطلقت ..
ليظهر لها ماكان يكنه لها من حقد, جاهله الى يومنا هذا سببه.
كانت ضحية للاساءة الزوجية, ولم تتكلم ولم تشتكي يوما حتى لايسقط كبريائها.
كان يبات خارجا بحجة العمل لتكتشف انه كان بين الغانيات وبنات الليل في الفنادق والمراتع الليلية حتى يصل لحد ان يحملونه على الاكتاف لثمالته.

تطلقت ..
لتكتشف انه فضل عليها احد بنات الليل والغانيات التي تكبره باكثر من 15 سنة, بل وتزوجها بعقد عرفي وهي مطلقة ومزواج, حيث انه ضحيتها الرابعة.

تطلقت ..
ليتنكر من حقوقه, ليجعها تجري بين اروقة المحاكم بين تأجيل وتأخير في قضية نفقتها, وكلها امل ان يتنازل عن الابنة في سبيل تنازلها عن نفقتها ليقينها بجشعه ولهثه وراء المادة والمال.

تطلقت ..
لتصادف باقتحامه لمنزلها طالبا رؤية ابنته بعد عدة اشهر من التجاهل, فهو مازال يسيّر من قبل والدته, فلطالما كرهتها فحان وقت الانتقام حتى بعد طلاقها.

تطلقت ..
لتصادف بصدور امر من المحكمة لطليقها برؤية ابنته في احد المراكز الاجتماعية , لتتفاجأ بقدومه تارة وتجاهله لعشرات المرات الاخرى. بل ولتنصدم بسبه وقذفه لها ولابيها امام مرى ومسمع الحاضرات, لم يحترم عشرتها ولم يحترم تضحياتها, بل لم يحترم حتى ابيها المتواجد الذي ناله من السب والقذف مانالها.

تطلقت ..
ليفتتح امامها ابواب الاغراءات, فكونها مطلقة في نظر مجتمعنا فهي فريسة سهلة المنال .. مازلت تصدهم في سبيل ابنتها وتربيتها وسمعتها.

تطلقت ..
ولا تستطيع الزواج بمن طرقوا بابها خوفا من سلبها اغلى ماتملك ,, ابنتها.

هي مازلت تجري بين اروقة المحاكم تنتظر حكم المحكمة لتسترد ابسط حقوقها ..
ومازال هو السكير ,, ولكن في نظر مجتمعنا هو الاعلامي صاحب القيم والاخلاق.

 

هذا المنشور نشر في قصة. حفظ الرابط الثابت.

4 Responses to تطلقت ..

  1. A R W A كتب:

    حللتها ..أرهقتني ..فلم أجد لها في قاموس العدل إجابة ..
    مرت ” بأقسى ” ما يتصوره البال ..
    لتنال ” أحن ” ما يحتضنه الانسان ..
    يا لسخرية البشـــر .. اذ جعلوا في قاموسهم الرحمة والقسوة سواء….

  2. pen seldom كتب:

    مساء الخير ..

    تألمت .. وشعرت بالإنكسـار ..
    ألتمست بعضاً من مشاعرها , وحاولت أن أفكر بما فكرت به
    لأرى إن كانت على صواب أو على خطأ ؟

    ميقنـة أنا .. بأن هنالك الكثير في مجتمعاتنا كـ ” هي ” ..
    وما من سبيـــل لجبر كسورهم !

    أستمتعت بمروري هنـا ..

    =)

    تحياتي ..

    • Gasi كتب:

      استمتعت بردك الراقي ..
      شكرا للمرور على امل رؤية حروف تعليقاتك دائما هنا

اترك رداً على Gasi إلغاء الرد