رسـائل ..

 

بعد وفاة والدتي رحمها الله ,, كل شيٍ تغيّر .. كل شي.
احساسي بأننا لم نعد تلك العائلة المتماسكة هو ماجعلني اقف عند باب منزلي قبل دخولي له لأنظر الى السماء على صوت اذان الفجر وادعو الله بأن يجعل هذا البيت متماسكا كما كان.

بيتنا لايخلو من “الاكشن”, من طلاق, انفصال, موت, سحر, حسد, مرض .. حيث انني دائما مااهيئ نفسي في السفر بأن هناك ماينتظرني حين اعود. شيئا سيعكر صفو جوي ,, ودائما ما اصيب !!

افكر جديا بكتابة قصة مستمدة من احداث منزلي لعرضها في كتاب .. ولاادري هل سأراها تتجسد في حلقات تلفزونية في رمضان !! كل شي جائز . فحياتي مسلسل .. مسلسل احداثه لاتصلح الا لرمضان ..

فهل أبدأ  ..
ام لا ؟
فلأبد ؟ .. هل من الممكن ان يعتبر البعض ان “البيوت اسرار”, فلايصح ان انشر مايتعلق او يمس حياتي الشخصية بشئ ؟
ولكن لا احد يعلم من انا على ارض الواقع .. فانا مجرد مدوّن لهم .. لا اكثر.

القصة: 1

جمعتهم علاقة طاهرة .. حب طاهر طفولي .. فالاثنين كانوا في حيٍ واحد. يراها مغادرة منزلها وتراه واقفا بانتظارها.
جمعم حب صادق .. حب لا اعتقد بأنكم سترونه في حياتنا الواقعية هذه الايام.
حادثها وحادثته .. طرق الباب فرفضوه !!
فالاثنان لايجمعهم مذهب واحد رغم انهم على دين الاسلام والملة !!

فحين اقنعتهم هم .. رفضوها هؤلاك .. وحين اقنعهم هو ,, رفضوها هؤلاء.

رسائلهم كانت تبوح بمشاعرهم ,, فليس هناك هاتف ولا ايه وسيلة اتصال اخرى .. سوى رسائل مازالت شاهدة الى يومنا هذا عن مدى حبهم ,, رسائل تفوح منها رائحة الغبار وعبق عشق الماضي .. متواجدة هناك في حقيبة قديمة ,,فوق احدى المكاتب الخشبية ,, حقيبة الذكريات لتعبر عما بداخلهم ..

هل يهربون ليتزوجوا !!
هل يذهب لتغير مذهبه في سبيل ارضائهم ..
اصدقوني القول حين اقول انه فعل ..
شد الرحال الى العراق .. فرفضوه .. لتيقنهم بأنه ليس مقتنعا بمذهبهم ولكن لغاية في نفس يعقوب ..

عاد ,, عاد لطرق الباب مرة ومرتان وثلاث .. واخيرا وافقوا .. في المرة الرابعة عشرة !!

ليستمر يوم زفافهم اربعة عشرة ليلة .. وتستمر حياتهم الزوجية اربعون عاما.

هذا هو ابي .. وهذه هي امي رحمها الله …

 

همسة : انتهى زمن الانتظار الجميل لساعي البريد.
صندوق البريد الذي نحتفظ بمفتاحه سرا, ونسابق الاهل لفتحه.
الرسائل التي نحفظها عن ظهر قلب ونخفيها لسنوات, الاعذار التي نجدها لحبيب تأخرت رسالته او لم يكتب الينا.
اليوم ندري ان رسالته لم تته .. ولا هي تأخرت .
بأمكاننا ان نحسب بالدقائق.
المبدعة أحلام مستغانمي

هذا المنشور نشر في قصة. حفظ الرابط الثابت.

5 Responses to رسـائل ..

  1. lil.D كتب:

    I’ve been so touched!
    موضوع مؤثر وقصة الزواج رغم انها صعبة بس جميلة ،،،
    البيوت اسرار، ولكن الكتابة تريح النفس ،،،
    اكتب قصص متناثرة باسماء وهمية ومواقف ممزوجة ببعض الخيال اذا تحب ،،،
    في بعض الأحيان، الهموم او المواقف او الكلام يثقل القلب، ولكن لما يطلع ع الورق كحروف او رسمات او غيره، الواحد يحس براحة 🙂

  2. DUBAI كتب:

    الصراححة فرحت بعودتك . . و استمتعت بقراءة لبوست .. رغم الجروح ابقى صامد .. و ستؤجر باذنه الكريم

    تحياتي الصادقة

  3. Bride كتب:

    هل هو موسم العودة إلى التدوين؟ 🙂
    عوداً حميداً أخي العزيز..

    المنزل هو المنزل.. بين تلك الجدران أمور لا يعلمها إلا من يقطن بين ظهرانيها.. عجائب وغرائب.. وأحياناً أحس أن ما نعتقد ضرباً من الخيال أو أسطورة من الأساطير قد حدث في يوم ما في مكان ما على سطح الأرض وتناقله الناس ونسوا مصدره وربما زادت أحداثه مع الأيام اعتماداً على رواة القصة..

    الجميل في الأمر أن تناقل الأنباء والأخبار فيه من العبر والإفادة الكثير ودليلنا في ذلك القصص القرأني.. فقصة سيدنا يوسف مثلاً ويت في سورة كاملة بتفاصيل دقيقة ما كنا لنعلمهل لو لم يخبرنا بها رب الأرباب.. ومنها تعلمنا الصبر ومضار الغيرة حتى بين الإخوة.. وتعلمنا أن الغدر وارد حتى من أقرب الناس إليك.. ممن يشاركك نفس الدماء.. وغير ذلك الكثير..

    اروِ قصتك كما شئت أن ترويها.. فنحن في حاجة إلى أن نتعلم من تجارب الآخرين..

    سنكون بانتظار باقي اجزاء القصة 🙂
    تحياتي..

  4. NOONA . . ~ كتب:

    يمضـي الزمـن والذكـرآيات وآقفـه . . وكأنـه بـ الامـس فقط اشـرب قهـوتي المـره وارى البـوم صورنـآ فـ ابتسـم فقط لاننـي اعلـم انكـي فـ القلـب معـي . . . لسـت سعيـد لاكننـي اعلـم بأننـي لسـت وحيـد , فـ طيفـك يملائنـي ايمانآ وامـل !!!

    قصـه عشق تحآكـي زمن خرآفـي وكأنهـا من قصص الخيـآل الجآمـح . .
    اهذا مايسمـونه ” بجنـون الحـب , وتحـدي الضروف والزمـن ؟

    ليـس عـيب ان تكون للبيـوت اسرآر , ولا دخـل لها بـ الكتآبـه ايضـا !
    ” فـ الكتـآبه عآلـم اخـر لا شأن لـه ولا صلـه , رآحـه للنفـس والعـقل *
    اللـه يرحـم الوآلـده يآآربـي ويجعلهـا من اهـل الجنـه ان شاءاللـه . .

أضف تعليق