انا ام هي الظروف؟

 

 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,,

اليوم هو خامس يوم من رمضان, جعل الله ان يبارك لنا في هذا الشهر ويتمم علينا نعمة صيامه ويهدينا وييسر امورنا, اللهم آمين.

الساعة الآن السادسة مساءا, لم استطع تكملة الافطار بسبب تعكر صفو الجو العائلي قليلا على مائدة الافطار, والسبب كله الخدم !!
فخادمة فلانة تتحكم في خادمة فلان, وخادمة فلان تصرخ على خادمة علان, فهذه لسانها طويل وهذه تريد من البقية ان يعاملوها كأميرة ترفض الاوامر, والاقدم يأمر الاجدد, وكل من في البيت يدافع عن خادمته مدعيا انها المغلوبة على امرها.
صراخ لأول مرة في حياتي اسمعه, فـ لله الحمد منزلنا معروف عنه الهدوء وخلوه حتى من رائحة المشاكل, لايرتفع به الصوت الا حين مناداة احدنا على الآخر كما لو انهم حسدونا على هدوء منزلنا وخلوه من المشاكل !!, احساس يبادرني بأن اسرتي على الرغم من تماسكها الدائم وعلى الرغم بأن جميع افرادها على قلب واحد الا انها متجهة الى التفكك والتباعد, فاصبح كل فرد بها لاهياً بحاله وبعائلته وزوجته وزوجه وابنائه.

بصراحة طفح بي الكيل حين رأيتهم يتناقشون بهذا الاسلوب الفض في نظري, قمت برمي ملعقتي ولاشعوريا صرخت في وجه الجميع !! صرخت صرخة  اقرب لها بأن تكون صرخة هستيرية سكت من بعدها الجميع ليلتفتوا ويبحثوا عن مصدر الصوت, صرخت صرخة لااعلم من اين حلت بي الجرأة لاطلقها, صرخت في وجه الجميع: من صجكم عشان خدم !!؟ وانا ارأى الخادمة ونظراتها مع احساسي بأنني جرحتها واستحقرتها بقولي هذا.
صرخت لدرجة بأنه حتى ابي لم يسلم  من صراخي وهذا مايجعلني اشعر بالذنب.
قمت من المائدة قبل حتى ان اكمل فطوري فاتحا المجال للجميع بأن يحذو حذوي ويترك المائدة, فلان يهدئ فلان وفلانة تحاول تهدئة فلانة وانا واقف بالطابق الثاني اسمع حوارهم !!
على ماذا ؟ ولماذا ؟ فهل من الممكن ان تسبب خادمة كل هذه المشاكل في المنزل؟

من النوادر جدا ان ارفع صوتي على احد من افراد عائلتي – ماعدا اخي الاكبر الذي دائما ماارفض تسلطه ونقده لي-, فلو وقع مثل هذا الامر في المنزل حتى وان كان اشد وطأة اكون كما الاطرش في الزفة, اكمل وجبتي واقوم متوجها لغرفتي دون مناقشة احد او حتى ابداء رأيي في اي موضوع يذكر امامي, فهذه شخصيتي امامهم, ليس ضعف ولكن لااعلم بماذا يفسروها.
من النادر ان اجلس بعد الغداء في وقت التحلية مع الاهل بل من النادر ان اجلس على الغداء من  الاساس, حتى يوم الجمعة اليوم العائلي الذي يضمنا جميعا, تراني الزم غرفتي مدعيا النوم.
من الممكن ان يكون خوفا من ان اسمع شيئا لايعجبني او تجنبا لنظرات اخي الاكبر وكأنني مجرم حرب ينتظر العقاب, فقد حدثتكم قبلا بأن كل تصرفاتي في نظره هي تصرفات خاطئة, فاطبق المثل القائل ابعد عن الشر وغنيله.
حين صبغت شعري للسفر اقام الدنيا واقعدها, ابتداءا من امي وابي حتى اخواني لم يسلمو من نقده لي. على الرغم من قناعتي بأن مافعلته شيئا عاديا وليس كفرا او تشبهاً بأحد, فأنا على سفر, مبتعدا عن مجتمعنا وتعليقاته, وانا لست الوحيد, وحين عودتي سأقوم بقص شعري لاخفاء لونه تجنبا لنظرة المجتمع قبل نظرته هو, الا انني على يقين بأن هنالك آخرين يرون فعلي على انه فعل فاضح يستحق اقامة الحد فهم دائما يحللون لأنفسهم مايحرمونه لغيرهم, واخي منهم, فهو للأسف دائما مايراني ذلك الشخص الشاذ المنحرف غير السوى حتى ولو انكر ذلك !!
هل رأيتم فلان, وهل رأيتِ ياامي ابنكِ مؤخرا, هل رأيت ماعمل اخيك بشعره !! حتى ابي لم يسلم ففي وسط اجتماعه الخاص في شركته لمناقشة امر متعلق بأعماله تدخل اخي, هل رأيت شعر ابنك !!
على الرغم بأن اخي الاكبر لم يكن موجودا اليوم على الافطار الا انني لاعلم لم تجرأت بالكتابة عنه, وان آتي بذكره.

لااعلم هل انا الوحيد الذي يفتقد صلة الرحم بينه وبين اهله واقربائه, ام ان الموضوع اصبح عاديا في زمننا هذا وحياتنا سريعة الوقع والخطى؟
اذكر موقف مررت به في عيد الفطر, فبالعادة اكتفي بالسلام على زوجة جدي مقبلا رأسها وانا خارجا من منزلها دون المرور بالمجلس, فأعمامي لابد ان اراهم في منزلي, ولكن لااعلم ماالذي اصابني وتجرأت بالدخول للمجلس لأتفاجأ باشخاص لم ارهم من قبل, بحثت عن اعمامي فوجدتهم وجلست بجانب احدهم بعد السلام على من كانو بالمجلس, وهمست في اذن عمي من هذا؟ ومن الذي هناك؟ فكانت الاجابات صدمة تلو الاخرى, فهذا فلان ابن عمك فلان, وهذا  ابني انا. وهل من المعقول انك لم تعرف ابن عم ابيك الذي هناك؟, وهذا ابن خالة ابيك فلان وهذه الصغيرة بنت عمك فلان وهذا اخيها فلان !!
هل السبب مني وهل انا من وضع نفسه في ضمن هذا الاطار الضيق وحبس نفسه في شخصية الانطوائي امام اهله؟ ام ان هناك سبب آخر اجهله؟

تأتيني فترات اشعر بأن عالمي الوحيد هو الانترنت. اقضي ساعات وساعات مفضلا مدونتي ومسنجري ومواقع المحادثة على عالمي الواقعي الخارجي الحقيقي.
حتى حياتي الجامعية خالية من الاصدقاء, محاضراتي جميعها متتابعة تفصلهم فقط 10 دقائق تكفيني لترتيب كتبي والذهاب الى محاضرتي التالية.
لااتجرأ بفتح حديث مع احد الا اذا اتت المبادرة منه هو, فاطلق لنفسي العنان بالكلام معه.

كنت ومازلت مترددا في ان اطرح هذا الموضوع بسبب انه  قد يعتبره البعض مساساً لحياتي الخاصة بعض الشئ, وقد يرى البعض بأن مشاكلي العائلية ليس موضوعا يعرض على صفحات الانترنت ليقرأه الجميع ويناقشه, ولكن بعد مراجعتي له اعتقد بأنه لايمس ايا من عائلتي بل يمسني انا شخصيا وكل شخص حر في نفسه كما يقال.
ريحة البخور وصلتني الى غرفتي, الشبة والسويده, فمازالوا كبار السن يؤمنون بأنها تذهب العين والحسد ومازلت اؤمن بأن مااصابنا اليوم ماهي الا عين لم تصلي على النبي !!

همسة :   احيانا اشك بأنني اعاني من مرض نفسي يحتاج المعالجة, احس بأنني عرضة للاكتئاب والانطوائية بل وحتى الانحراف, واحيانا اخرى اشعر بأنها هذه شخصيتي وهذه هي حياتي لايحق لي تغيرها ولايحق لأحد بانتقادها بل يجب علي مسايرتها وعيشها كما هي وما افكاري الاخرى الا وساوس وجب علي التعوذ منها !!   

 

 

 

اخيرا عدنا للحياة الجامعية بعد توقف دام لاكثر من 7 اشهر, بسبب فصلي التأديبي لمدة فصل دراسي واحد وتوقفي في الفصل الصيفي لأجل السفر. احسست من خلال هذه المدة بأن للدراسة طعم آخر قد لانحسه الا حين نفتقده.
3 مواد, محاضرتين ظهرا, الساعة الثانية عشر والواحدة لمدة ثلاث ايام في الاسبوع (احد, ثلاثاء وخميس). ومحاضرة مسائية في تمام الساعة الثامنة التي اصبحت في العاشرة مساءا في ايام رمضان في يومين(احد وثلاثاء). جدول مريح ولكن المحاضرة المسائية هي التي لم اعتاد عليها, فهذه هي المرة الاولى التي تكون لدي محاضرة في الفترة الثانية.

اولى مواقفي الجامعية في اول يوم جامعي بالامس هو دخولي لمحاضرة ليست بمحاضرتي واجبار نفسي على الجلوس لمدة ساعة بسبب خجلي في الخروج منها بعد دخولي اليها.

اتمنى اتمام هذا الفصل بنجاح لاكمل متطلبات الدبلوم واواصل البكلريوس بعيدا عنكِ ياجامعة البحرين على الرغم من عشقي لك.
ادعوا لي بالتوفيق.  

 

 

 كل اشراقـة شمـس هيَ بدايه لـصفحة جديده .. من صفحـات حياتنا .. أو لوحة جديده ..
انظر إلى يومك على انه لوحة فنان بيـضاء
ماذا تريد ان يكون شكل لوحتك في آخر اليوم .. هل سترسمها أنت .. أم ستترك الظروف والأشخاص هم من ينثرون الألوان في لوحتك .فتصبح فوضى 
وغالبا ماستصبح أنت مجرد ضحية للظروف ..